كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 24)

مُوسَى: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. بِمِثلِهِ.
٦٧٣٣ - (١١) حدَّثَنَي حَرْمَلَةُ بن يَحْيَى. أَخبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي حُمَيدُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؛ أَنَّ أَبَا هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ،
ــ
موسى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) غرضه بيان متابعة جرير لوكيع وابن نمير وساق جرير (بمثله) أي بمثل حديثهما فيه ما مرَّ في السند قبله.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أنس بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٦٣٣ - (٢٦٤٩) (٢١٦) (حدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) القرشي المصري (أخبرني يونس) بن يزيد الأيلي (عن ابن شهاب) قال (حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف) الزهري المدني (أن أبا هريرة) رضي الله عنه (قال) وهذا السند من سداسياته (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان) أي يتسارع الزمان وتتدانى أوقاته وشرع دورانه ومروره حتَّى تكون السنة كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة والساعة كالدقيقة لقرب انتهاء الدنيا وقيام الساعة.
وفسَّره الخطابي بأن المراد بتقارب الزمان سرعة مرور الزمان وتمسّك بما أخرجه الترمذي عن أنس وأحمد عن أبي هريرة مرفوعًا "لا تقوم الساعة حتَّى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاحتراق السعفة" قال الخطابي وذلك من استلذاذ العيش لأن الناس يستقصرون مدة أيام الرَّخاء وإن طالت ويستطيلون مدة المكروه وإن قصرت ومن طريف ما يروى فيه قول الشاعر:
إنَّ الحياة منازل ومراحل ... تطوى وتنشر دونها الأعمال
فقصارهن مع الهموم طويلة ... وطوالهن مع السرور قصار
وهذا التفسير أحسن ما قيل في تفسيره ولكن لا ينبغي تقييده باستلذاذ العيش فإن سرعة مرور الزمان يمكن لها أسباب أخرى قال الحافظ في الفتح [١٣/ ١٦] فإنا نجد من سرعة مرور الأيام ما لم نكن نجده في العصر الَّذي قبل عصرنا وإن لم يكن عيش مستلذ قال القاضي عياض المراد بقصره عدم البركة فيه وأن اليوم مثلًا يصير الانتفاع به بقدر

الصفحة 598