كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 24)

وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ" قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَال: "الْقَتْلُ".
٦٦٣٤ - (٠٠) (٠٠) حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ. أَخبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ. أَخْبَرَنَا شُعَيبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيِّ؛ أَنَّ أَبَا هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "يَتَقَارَب الزَّمَانُ وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ"، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ
ــ
الانتفاع بالساعة الواحدة (ويُقبض العلم) الديني بقبض أرواح العلماء (وتظهر الفتن) أي فتنة الناس بعضهم بعضًا عن دينهم (ويُلقى الشُّحُّ) بالبناء للمجهول أي يلقى البخل عن أداء الحقوق الواجبة في قلوبهم أي يوضع فيها فيعملون بمقتضاه (ويكثر الهرج) والقتل (قالوا وما الهرج قال القتل).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٢٣٣] والبخاري في مواضع كثيرة منها في الفتن باب ظهور الفتن [٧٠٦١] وأبو داود في الفتن [٤٢٥٥] وابن ماجة في الفتن باب ذهاب القرآن والعلم [٤١٠١].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في هذا الحديث فقال:
٦٦٣٤ - (٠٠) (٠٠) (حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الرحمن) بن الفضل بن بهرام (الدارمي) السمرقندي ثقة متقن من (١١) روى عنه في (١٤) بابا (أخبرنا أبو اليمان) الحكم بن نافع القضاعي الحمصي ثقة من (١٥) (أخبرنا شعيب) بن أبي حمزة دينار الأمويُّ مولاهم أبو بشر الحمصي ثقة من (٧) روى عنه في (٦) أبواب (عن الزهري حدَّثني حُميد بن عبد الرحمن الزهري) المدني (أن أبا هريرة) رضي الله عنه (قال) وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة شعيب ليونس (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان) أي يقرب بعضه إلى بعض لنقصانه عن مقداره المعتاد أي تقرب السنة إلى السنة والشهر إلى الشهر (ويُقبض العلم) الشرعي بقبض علمائه لأن الناس يرجعون إلى العلم الدنيوي الَّذي يتجدَّد كل عصر تتبعًا لليهود والنصارى (ثم ذكر) شعيب (مثله) أي مثل حديث يونس.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

الصفحة 599