كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 25)

الكثير.
وانظر على سبيل المثال البخاري (٣٣٨ - ٣٤٣)، ومسلم (٣٦٨/ ١١٢، ١١٣)، وقد تقدَّمتْ روايتُهم قريبًا.
قلنا: وأبو داود الطيالسيُّ، وإن كان ثقةً حافظًا، فقد ذكر غيرُ واحدٍ منَ الأئمةِ أنه غلطَ في أحاديثَ، قال أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي: "سألتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ عن أبي داود، فقال: ثقةٌ صدوقٌ، فقيل: إنه يخطئُ. فقال: يحتمل له" (تهذيب الكمال ١١/ ٤٠٦).
وقال ابنُ سعدٍ: "كان كثير الحديث، ثقة، وربما غلط" (الطبقات الكبرى ٩/ ٢٩٩).
وقال ابنُ عَدِيٍّ: "وأبو داود الطيالسيُّ له حديث كثير عن شعبة وعن غيره من شيوخه، وكان في أيامه أحفظ مَن بالبصرة، مقدَّمًا على أقرانه لحفظه ومعرفته ... وقد حَدَّثَ بأصبهانَ كما حكى عنه بُنْدَار أحدًا وأربعين ألف حديث ابتداء، وله أحاديث يرفعها، وليس بعجب مَن يحدثُ بأربعين ألف حديث من حفظه أن يخطئَ في أحاديث منها، يرفع أحاديث يوقفها غيره، ويوصل أحاديث يرسلها غيره، وإنما أتى ذلك من حفظه، وما أبو داود عندي وعند غيري إلا متيقظ ثبت" (الكامل ٥/ ٢٦٦).
وقال الخطيبُ: "كان أبو داود يُحَدِّثُ من حفظه، والحفظُ خَوَّان، فكان يغلط، مع أن غلطه يسيرٌ في جنب ما روى على الصحة والسلامة" (تاريخ بغداد ١٠/ ٣٤).
وقال ابنُ رجبٍ الحنبليُّ: "حَدَّثَ مِن حفظه فوهم، وكان حفظه كثيرًا جدًّا" (شرح علل الترمذي ٣/ ٧٦٤).

الصفحة 41