كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 25)

الأمر الأول: في ذكر مسح الوجه، وعطفه: هل هو بالواو، أو بلفظ: "ثم"؟
قال الحافظُ: "قال ابنُ دَقيقِ العيدِ: اختُلِفَ في لفظ هذا الحديث، فوقع عند البخاري بلفظ (ثم) وفي سياقه اختصار، ولمسلم بالواو ولفظه: ((ثُمَّ مَسَحَ الشِّمَالَ عَلَى الْيَمِينِ، وَظَاهِرَ كَفَّيْهِ، وَوَجْهَهُ))، وللإسماعيليِّ ما هو أصرحُ من ذلك. قلتُ: ولفظه من طريق هارون الحمال عن أبي معاوية: ((إِنَّمَا يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ تَنْفُضَهُمَا، ثُمَّ تَمْسَحَ بِيَمِينِكَ عَلَى شِمَالِكَ، وَشِمَالِكَ عَلَى يَمِينِكَ، ثُمَّ تَمْسَحَ عَلَى وَجْهِكَ)) (فتح الباري ١/ ٤٥٧).
قلنا: رواه عن أبي معاوية، جماعةٌ، فقالوا: ((ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ))، وهم:
- محمد بن سلام، عند البخاري (٣٤٧)، وغيره.
- وأحمد، في (مسنده ١٨٣٢٨)، وغيره.
- ومحمد بن سليمان الأنباري، عند أبي داود (٣٢١)، وغيره.
- وأحمد بن سنان، عند الدارقطني (٦٨٤).
- وسهل بن عثمان، عند أبي نعيم في (المستخرج ٨١١).
- وعبد الله بن هاشم بن حيان، في (الأربعون حديثًا من المساواة ص: ٤٧).
- وهارون الحمال، عند الإسماعيليِّ في (المستخرج) كما في (فتح الباري لابنِ حَجرٍ ١/ ٤٥٧).
وخالفهم آخرون، فقالوا: ((وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ وَاحِدَةً))، مع اختلافٍ يسيرٍ في ألفاظهم، وهم:

الصفحة 44