كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 25)

أحدٍ من الصحابة غير جندب وأبي جحيفة. (تهذيب التهذيب ٤/ ١٥٧).
وأما الحكم بن عتيبة؛ فقد قال أبو داود: "قد رأى زيد بن أرقم وابن أبي أوفي، وليس له عنهما رواية" (سؤالات الآجري ١٥١).
والذي يظهرُ أن ابنَ أبي ليلى لسوء حفظه أخطأ فيه، فرواه عن الحكم وسلمة عن ابن أبي أوفى، والمحفوظ عن ابن أبي أبزى.
قال ابنُ أبي حاتم: "وسألتُ أبا زرعة عن حديث رواه ابنُ أبي ليلى، عن سلمة والحكم، عن ذَرٍّ، عن ابنِ أبي أَوفى، عن النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم. قال أبو زرعة: هذا خطأ، وإنما الصحيح سلمة، والحكم، عن ذَرٍّ، عن ابن أبزى، عن عمار، عن النبي صلى الله عليه وسلم" (العلل لابن أبي حاتم ٤).
وأقرَّ ابنُ حَجرٍ أبا زرعةَ على ذلك في (النكت الظراف ٤/ ٢٨٠).
ولذا قال الدارقطنيُّ: "غريبٌ من حديثهما عنه، تفرَّدَ به: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عنهما، ولم يروه عنه هكذا غير حميد الرؤاسي" (أطراف الغرائب ٤٠٥١).
وليس هذا بأول أوهام ابن أبي ليلى، فقد قال شعبة: "أتيتُ محمدًا -يعني ابنَ أبي ليلى- فقلتُ: أقرئني عن سلمة حديثًا مسندًا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فحَدَّثَ عن ابن أبي أوفى قال إذا أصبح: أصبحنا على الفطرة ... فذكر الدعاء، قال شعبة: فأتيتُ سلمةَ فذكرتُ ذلك له، فقال: لم أسمع من ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا شيئًا. قلت: ولا من قول ابن أبي أوفى؟ قال: لا. قلت: ولا حدّثت عنه؟ قال: لا، ولكني سمعتُ ذرًّا يحدثُ عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان إذا أصبح قال ذلك. فرجعتُ إلى محمدٍ -وفي موضع آخر من كتابي: فدخلتُ على

الصفحة 73