كتاب إنكار التكبير الجماعي وغيره

والاستخفاف بشأن الأذان ما لا يخفى على من في قلبه حياة. وتسمية أهلها بالمستهزئين بذكر الله تعالى من تسميتهم بالمؤذنين. والواجب على ولاة الأمور أن يفعلوا مع المطربين بالأذان ونحوهم من المبتدعين فيه مثل ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه فعله مع سلفهم في
هذه البدعة، وما فعله الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى أيضًا، ففي سنن الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذن يطرب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الأذان سمح سهل، فإن كان أذانك سهلاً سمحًا، وإلا فلا تؤذن». وذكر البخاري في صحيحه تعليقًا مجزومًا به، ووصله ابن أبي شيبة «أن مؤذنًا أذن فطرب في أذانه، فقال له عمر بن عبد العزيز: أذن أذانًا سمحًا، وإلا فاعتزلنا». وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أنكر على المطرب في الأذان، فالإنكار على الذين يجعلونه شبيهًا بالغناء، والأصوات الموسيقية أولى وأحرى. وكذلك الذين يمططونه ويتنطعون فيه. ويتعين على ولاة الأمور أيضًا منع الجماعات الذين يقفون للدعاء تحت باب الكعبة وما حوله، فيضيقون على الطائفين في أضيق موضع في المطاف، ويضطروهم إلى التزاحم فيما بينهم وبين مقام إبراهيم. ووقوفهم للدعاء في هذا المكان لم يكن عليه أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عمل أصحابه والتابعين لهم بإحسان، وإنما هو من محدثات المطوفين وتزيينهم للهمج الرعاع. وفي وقوفهم هناك مفسدة أخرى وهي اجتماع الرجال والنساء ومضاغطة بعضهم بعضًا، وهذا مما لا ينبغي

الصفحة 24