كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

وما أحدٌ كان المنايا وراءه ... وإن عاش أيّاماً طوالاً بسالم
أرى كلّ حيٍّ لا تزال طليعةً ... عليه المنايا من ثنايا المخارم
يذكّرني ابنّي السّماكان موهناً ... إذا ارتفعا فوق النّجوم العواتم
وقد رزيء الأقوام قبلي بنيهم ... وإخوانهم فأقني حياء الكرائم
ومات أبي والمنذران كلاهما ... وعمرو بن كلثومٍ شهاب الأراقم
وقد كان مات الأقرعان وحاجبٌ ... وعمروٌ أبو عمروٍ وقيس بن عاصم
وقد مات بسطام بن قيس بن خالدٍ ... ومات أبو غسّان شيخ اللهازم
وقد مات خيراهم فلم يهلكاهم ... عشيّة بانا، رهط كعبٍ وحاتم
فما ابناك إلاّ من بني النّاس فاصبري ... فلن يرجع الموتى حنين المآتم
ويقال: خنين.
وماتت امرأة له أيضاً وبها جمل، فقال: الطويل
وجفن سلاحٍ قد رزئت فلم أنح ... عليه ولم أبعث عليه البواكيا
وفي جوفه من دارمٍ ذو حفيظةٍ ... لو أنّ المنايا أرجأته لياليا
وقال بعض الشعراء يعزي رجلاً عن ابنه: الكامل
اصبر لكّلّ مصيبةٍ وتجلّد ... واعلم بأنّ المرء غير مخلّد
وإذا ذكرت محمّداً ومصابه ... فاذكر مصابك بالنّبّي محمّد
وقال الحكمي وأحسن جداً: الطويل
طوى الموت ما بيني وبين محمّدٍ ... وليس لما تطوي المنيّة ناشر
لئن أوحشت مّمن أحبّ منازلٌ ... لقد أنست مّمن أحبّ المقابر
وكنت عليه أحذر الموت وحده ... فلم يبق لي شيءٌ عليه أحاذر

الصفحة 110