كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

يا برذعة الحمار، إن أمير المؤمنين عهد إلي إن نزل بي الموت أن أوليك، وأكره خلافه عند الموت، ولولا ذلك لكان الوالي حبيش بن دلجة فإنه أولى بذلك منك. احفظ عني ما أقول لك: لا تطيلن المقام بمكة، فإنها أرض جردة محتدمة الحر، ولا تصلح الدواب بها، ولا تمنع أهل الشام من الحملة، ولا تمكن قريشاً من أذنك، فإنهم قوم خدع. ليكن أمرك الوقاف ثم الثقاف ثم الانصراف. ولئن دخلت النار بعد قتلي أهل الحرة إني إذن لشقي.
وقال عثمان بن الضحاك عن ذكوان مولى مروان قال: بعث يزيد بطبيب إلى مسلم فقال مسلم للطبيب: ويحك، إنما كنت أحب أن أبقى حتى أشفي نفسي من قتلة عثمان، وقد أدركت ما أردت. فما شيء أحب إلي من الموت على طهارتي قبل أن أحدث حدثاً. فإني لا أشك في أن الله عز وجل طهرني من ذنوبي بقتل هؤلاء الأرجاس.
وقال ابن جعدبة: قال مسلم بن عقبة وهو بالموت لحصين بن نمير: إنك تقدم على قوم لا عدة ولا سلاح لهم، جبال مشرفة عليهم، فانصب عليهم المنجنيق في موضعين بين جبلين فإن تعوذوا بالبيت فارمه، فما أقدرك على بنائه. ومات.
وقال حمزة بن إبراهيم بن مضرس: قيل لرجل من بني قريع: قل لا إله إلا الله وقدم خيراً فقال: البسيط

الصفحة 251