كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

وقال أبو الحسن:
إنّ الجبان حتفه من فوقه ... كلّ امريءٍ مقاتلٌ عن طوقه
كالثّور يحمي جلده بروقه
وقال أبو الحسن: مرض حسان بن بحدل الكلبي ومنظور بن زيد أخو بني عبد ود، من كلب، مرضاً شديداً، فعادهما عبد الملك، فلما خرج من عندهما تمثل: الوافر
ومالي في دمشق ولا قراها ... مبيتٌ إن عرضت ولا مقيل
ومالي بعد حسّانٍ صديقٌ ... ومالي بعد منظورٍ خليل
وقال أبو الحسن: لما ولي بشر بن مروان البصرة أتاه الفرزدق ولم يكن أتاه بالكوفة، وكان بشر عليه واجداً. وقدم بشر البصرة فمرض فقال الفرزدق حيث قام بين يديه: البسيط
لو أنّني كنت ذا نفسين إن هلكت ... إحداهما بقي أخرى لمن غبرا
إذن لجئت على ما كان من وجلٍ ... وما وجدت حماماً يغلب القدرا
له يدٌ يغلب المعطين نائلها ... إذا تروّح للمعروف أو بكرا
تغدو الرّياح وتمسي وهي فاترةٌ ... وأنت ذو نائلٍ يمسي وما فترا
وقال: دخل كثير عزة على عبد الملك وهو مريض، فلما رآه قال: ها هنا، وأجلسه من ورائه، فقال كثير: الكامل
ونعود سيّدنا وسيّد غيرنا ... ليت التّشكّي كان بالعوّاد

الصفحة 263