كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

لو كان يقبل فديةً لفديته ... بالمصطفى من طارفي وتلادي
قال أبو العباس: هذا الشعر غلط، إنما هو لجرير في الوليد بن عبد الملك وفيها يقول:
ودعا الخليفة فاستجيب دعاؤه ... والله يسمع دعوة الأجناد
وتحدث أبو الحسن عن حماد الراوية قال: حدثني العريان بن الهيثم قال: بعثني أبي إلى شبيب بن ربعي أسأل به وهو مريض، وهو بين ابنتين له كأنهما الشمس يقلبانه، فقلت: يقول لك أخوك الهيثم: كيف تجدك؟ فقال متمثلاً: الطويل
تمنّى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلاّ من ربيعة أو مضر
ونادبتين تندبان بعاقلٍ ... أخا ثقةٍ لا عين منه ولا أثر
فقوما فقولا بالّذي قد علمتما ... ولا تخمشا وجهاً ولا تحلقا شعر
وقولا هو المرء الّذي لا حميمه ... أضاع ولا خان الصّديق ولا غدر
إلى الحول ثمّ أسم السّلام عليكما ... ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر
ثم قال: ما فعل الحجاج؟ فأخبرته. ثم أتيت أبي فأعلمته، فلما رحنا إلى الحجاج قال: ما فعل شبيب؟ قال أبي: أتاه العريان اليوم عائداً. فسألني فحدثته الحديث. فقال الحجاج: لا تبعد العرب! ثم قال: ويحكم يا أهل العراق، إنكم لأنتم الناس لولا ما شملكم من هذا الرأي الخبيث.

الصفحة 264