كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

فكنّا وإن لم نوف من شيخنا دماً ... نقرّ عيوناً أو نريغ إلى عذر
ونهدأ نفساً ما تلاقى جفونها ... إذا اللّيل ألقى ذيل أرواقه الخضر
ولكن وقيناه القنا بنحورنا ... وفات كذا في غير هيجٍ ولا نفر
فيا بن النّبيّ المصطفى وابن عمّه ... ويا بن عليٍّ والفواطم والحبر
ويا بن اختيار الله من آل آدمٍ ... أباً فأباً طهراً يؤدّي إلى طهر
ويا بن عليٍّ بعد والحسن الذي ... تلافى عرى الإسلام وابن أبي بكر
ويا بن سليمان الّذي كان موئلاً ... لمن ضاقت الدّنيا به من بني فهر
ومن ملأ الدنيا بهاءً ونائلاً ... وروّى حجيجاً بالملمّعة القفر
تعزّ بما قد نالنا من رزيّةٍ ... بموتك محبوساً على صاحب القبر
فإن متّ في حبس الخليفة صابراً ... أبيّاً لما يعطي الذّليل على القسر
فكم من عدوٍّ للخليفة قد هوى ... بكفّيك أو أعطى المقادة بالصّغر
فلا أورقت شجراء أرضٍ ولا دحا ... من الغيث منهلٌّ متى طائرٌ يسري
فقل للمنايا والمتالف اعصفا ... فلم يبق فينا من يريش ولا يبري
وقل للأعادي أعلنوا الآن أو دعوا ... سواءٌ علينا المستسرّ وذو الجهر

الصفحة 268