كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

إذا أنتم غادرتموها كأنّها ... منازل عادٍ غير ذات عريب
فلا ترفعوا الأبصار إلاّ كليلةً ... إلى النّاس أو منهلّةً بغروب
فيا بصر. كم من هالكٍ مات حسرةً ... عليك ومن صبٍّ إليك طروب
يظلّ شعاعاً قلبه ومبيته ... على سننٍ من ربعه ونحيب
عليك سلام الله منّا فإنّنا ... نرى العيش إلاّ فيك غير حبيب
وقال عمرو بن الأسلع يرثي أبا جنيد بن عمرو بن الأسلع العبسي ويذكر قتل حذيفة بن بدر إباه: الوافر
فلا يكن الوداع أبا جنيدٍ ... وآخر حاجة السّفر الوداع
فإن خابت حيال بني سبيعٍ ... ونعم القوم إن قومٌ أضاعوا
فلا تيأس بذلك وانتظرني ... وشرّ حديث قائله سماع
أتتك كأنّها عقبان دجنٍ ... تجاوب في حناجرها اليراع
وقال مهلهل بن ربيعة: الكامل
قتلوا كليباً ثمّ قالوا اربعوا ... كذبوا وربّ الحلّ والإحرام
حتّى تبيد قبيلةٌ وقبيلةٌ ... ويعضّ كلّ مذكّرٍ بالهام
وتجول ربّات الخدور حواسراً ... يمسحن عرض ذوائب الأيتام
حتّى يعضّ الشّيخ بعد حميمه ... ممّا يرى جزعاً على الإبهام
إنا لنضرب بالسّيوف رؤوسهم ... ضرب القدار نقيعة القدّام
ولقد وطئن بيوت يشكر وطأةً ... أخوالنا، وهم بنو الأعمام
وقال أيضاً: المديد
يا لبكرٍ أنشروا لي كليباً ... يا لبكرٍ أين أين الفرار؟
تلك شيبان تقول لذهلٍ ... صرّح الشّرّ وبان السّرار
وبنو يشكر قاموا فقالوا ... قصّةٌ عوجاء فيها استتار
وبنو عجلٍ تقول لقيسٍ ... ولتيم اللاّت سيروا فساروا

الصفحة 276