كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

البسوس أخت هيلة، فجاءت فنزلت على جساس، فكانت جارة لبني مرة ومعها ناقة اسمها السراب وكانت خوارةً صفياً من نعم بني سعد، ومعها فصيل لها.
قال أبو برزة: وقد كان كليب قال لصاحبته أخت جساس: هل تعلمين على الأرض عربياً يمنع مني ذمته؟ فسكتت، ثم أعاد ذلك عليها فسكتت، ثم أعاد ذلك عليها الثالثة فقالت: نعم، أخي جساس وندمانه ابن عمه عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل. وعمرو هو المزدلف.
وأما مقاتل فزعم أن امرأة كليب بيننا تغسل رأس كليب وتسرحه ذات يوم إذ قال لها: من أعز وائل؟ فضمزت فأعاد عليها فضمزت. فلما أكثر قالت: أخواي جساس وهمام! فنزع رأسه من يدها وأخذ القوس فرمى فصيل ناقة البسوس، خالة جساس وجارة بني مرة، فأقصده، فأغمضوا على ما فيها وسكتوا. ثم لقي كليب ابن البسوس، فقال: ما فعل فصيل ناقتكم؟ قال: قتلته وأخليت لنا لبن أمه، فأغمضوا على هذه أيضاً. ثم إن كليباً أعاد بعد هذا على امرأته فقال: من أعز بني وائل؟ قالت: أخواي، فأضمرها وأسرها كليب وأسكت حتى مرت إبل جساس فإذا الناقة، فاستنكرها فقال:

الصفحة 280