كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

ما هذه الناقة؟ قالوا: لخالة جساس. قال: أو قد بلغ من أمر ابن السعدية أن يجير علي بغير إذني؟ ارم ضرعها يا غلام، فشقه. قال: فأخذ القوس فرمى ضرع الناقة، فاختلط لبنها ودمها. وراحت الرعاء على جساس فأخبروه بالأمر فقال: احلبوا لها مكيالاً من لبنها ولا تذكروا لها من ذلك شيئاً، وأغمضوا عليها.
قال مقاتل: حتى أصابتهم سماء. فغدا في غبها عمرو بن ذهل بن شيبان فطعن عمرو كليباً فقصم صلبه.
وأما أبو برزة فزعم أن جساساً أمسك حتى ظعن ابنا وائل، فمرت بكر على نهي يقال له سبيث، فأبعدهم عنه كليب وقال: لا تذوقوا منه قطرة ثم مروا على آخر يقال له الأحص فأبعدهم عنه. ثم مروا على بطن الجريب فمنعهم إياه فمضوا حتى نزلوا الذنائب، واتبعهم كليب وحيه حتى نزلوا عليهم، فمر عليه جساس وهو واقف على غدير الذنائب، فقال أبعدت أهلنا عن المياه حتى كدت تقتلهم من العطش. فقال كليب: ما أبعدناهم إلا عن شيء نحن له شاغلون. فمضى جساس ومعه المزدلف عمرو بن أبي ربيعة. ثم ناداه جساس: هذا كفعلك بناقة خالتي. قال:

الصفحة 281