كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

بيوم الشّعثمين لقرّ عيناً ... وكيف لقاء من تحت القبور؟
وأني قد تركت بوارداتٍ ... بجيراً في دمٍ مثل العبير
خبر بجير: وهو ابن الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ربيعة، وكان الحارث من فرسانهم، فاعتزل هذه الحرب. وجاء بجير يقاتل مع قومه يوم واردات، وهو مشهور من أيامهم. فأخذ أسيراً فقتله مهلهل وقال: بؤبشسع كليب، فقيل للحارث بن عباد إن ابنك بجيراً قتل. فقال الحارث: إنه لأعظم قتيل بركةً إن أصلح الله بين ابني وائل. فقيل له: إن مهلهلاً حين قتله قال: بؤبشسع كليب. فقال عند ذلك: المديد
قرّبا مر بط النّعامة منّي ... لقحت حرب وائلٍ عن حيال
لم أكن من جناتها علم اللّ ... هـ وإنّي بحرّها اليوم صال
لا بجيرٌ أغنى فتيلاً ولا ره ... ط كليبٍ تزاجروا عن ضلال
ثم دخل في الحرب.
رجع إلى شعر مهلهل:
هتكت به بيوت بني عبادٍ ... وبعض الغشم أشفى للصّدور
على أن ليس يشفى من كليبٍ ... إذا برزت مخبّأة الخدور
وهمّام بن مرّة قد تركنا ... عليه القشعمين من النّسور
ينوء بصدره والرّمح فيه ... ويخلجه خدبٌّ كالبعير
فلولا الرّيح أسمع أهل حجرٍ ... صليل البيض تقرع بالذّكور
فدىً لبني الشقيقة يوم جاؤوا ... كأسد الغاب لجّت في الزّئير

الصفحة 285