كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

وقال أبو عبد الرحمن بن عائشة: لما أتي بحجر بن عدي وأصحابه يقتل بعذراء قال: ما اسم هذه القرية؟ قالوا: عذراء. قال: والله إني لأول فارس وعر أهلها يوم افتتحناها. فلما قرب ليقتل صلى ركعتين وأظهر جزعاً قيل له: أتجزع؟ فقال: ولم لا أفعل؟ كفن منشور، وسيف مشهور، وقبر محفور، ولست أدري أيؤديني إلى الجنة أم إلى نار.
فلما قتل قال عبد الله بن خليفة الطائي يرثيه: الطويل
تذكّرت ليلى والشّبيبة أعصرا ... وذكر الهوى برحٌ على من تذكّرا
أقول ولا والله أنسى مصابهم ... سجيس اللّيالي أو أموت فأقبرا
على أهل عذراء السّلام مضاعفاً ... من الله وليسق السّحاب الكنهورا
ولاقى بها حجرٌ من الله رحمةً ... فقد كان أرضى الله حجرٌ وأعذرا
فيا حجر من للخيل تطعن بالقنا ... وللملك المغزي إذا ما تغشمرا
فقد عشت محمود الحياة وإنّني ... لأطمع أن تعطى الخلود وتحبرا
وقال حسان بن ثابت يرثي جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله ابن

الصفحة 289