كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

فقد مات معروفٌ وماتت تجارةٌ ... ومات غناءٌ يوم ودّعت ماضيا
نعزّي أمير المؤمنين ورهطه ... بسيفٍ له ما كان في الحرب نابيا
لقد كان في أعدائهم ذا شكيمةٍ ... لهم ناهكاً عدا وقد كان ناكيا؟
وملآن من ودّ الخليفة صدره ... يؤدّي إليه النّصح مذ كان ناشيا
مضى ماجد الأيّام رافع همّةٍ ... إلى الخلق الأعلى، من الذّمّ ناجيا
فإن عدّ في دنيا فذكر مكارمٍ ... وإن عدّ في دينٍ فلم يك تاليا
على مثل ما لاقى يزيد بن مزيدٍ ... عليه المنايا فالق إن كنت لاقيا
فتىً كانت الأبطال تعرف أنّه ... إذا قارعته ليس بالضّيم راضيا
فإن تك أفنته اللّيالي فأوشكت ... فإنّ له ذكراً سيفني اللّياليا
حلفت لقد أبقى يزيد لرهطه ... معالي لا تنفكّ تبني معاليا

الصفحة 294