كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

فكأنه شيء وقع إلهاماً، وكأن مادحه يستملي مدحه من قول القائل: الكامل
جلّت مصيبته فعمّ مصابه ... فالنّاس فيه كلّهم مأجور
والنّاس مأتمهم عليه واحدٌ ... في كلّ دارٍ رنّةٌ وزفير
تجري عليك دموع من لم توله ... خيراً لأنّك بالثّناء جدير
ويشاكل هذا المعنى قول عمارة بن عقيل لخالد بن يزيد بن مزيد: الطويل
أرى النّاس طرّاً حامدين لخالدٍ ... وما كلّهم أفضت إليه صنائعه
قال: النصب في كلهم أحب إلي، والرفع جيد
ولن يترك الأقوام أن يحمدوا الفتى ... إذا كرمت أعراقه وطبائعه
فتىً أمعنت ضرّاؤه في عدوّه ... وخصّت وعمّت في الصّديق منافعه
وإن سلم أحد من أن يكون له عدو فإسماعيل بن إسحاق القاضي رحمة الله عليه، ذلك الرجل. ولكن من سلم من أن يعادى لجناية فغير سالم من حاسد باغ.
وحدثني الرياشي قال: حدثني محمد بن عبد الله الأنصاري في إسناد قال: صلى أبو بكر رحمة الله عليه صلاة الصبح يوماً، فلما انفتل قام متمم بن نويرة في آخر

الصفحة 54