كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

أتانا، والله، بمدح كثير أو بذم كثير. فأتاه، فضرب قبةً، ولم يزل يعالجه حتى برأ.
قال الأصمعي: وفي بني أسد حذاقة بالجبر. قال: وسمعت أعرابياً من بني أسد يقول: أنا أجبر الناس لفك أو ترقوة. قال الأصمعي: وهما أشد ما يجبر. ففي ليلته تلك يقول: المتقارب
خذلت على ليلةٍ ساهره ... بصحراء شرجٍ إلى ناظره
تزاد ليالي في طولها ... فليست بطلقٍ ولا ساكره
كأنّ أطاول شوك السّيال ... تشكّ به مضجعي شاجره
وفي حليمة بنت فضالة بن كلدة التي ذهبت إلى أبيها برسالته يقول: الطويل
لعمرك ما ذمّت ثواء ثويّها ... حليمة إذ ألقت مراسي مقعد
ولكن تلقّت باليدين ضمانتي ... وحلّ بفلجٍ فالدّثينة عوّدي
ولم تلهها تلك التّكاليف إنّها ... كما شئت من أكرومةٍ وتخرّد
سأجزيك أو يجزيك عنّي مثّوبٌ ... وقصرك أن يثنى عليك وتحمدي
فأقام عند فضالة مدة يسيرة ثم مات فضالة ففيه يقول قصائد نذكر بعضها والمختار منها: قال أبو عبيدة: كان أوس بن حجر شاعر مضر في الجاهلية حتى نشأ زهير والنابغة فوضعا منه، ولكنه شاعر تميم غير مدافع. فمما قال فيه: المنسرح
أيّتها النّفس أجملي جزعا ... إنّ الّذي تحذرين قد وقعا

الصفحة 63