كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

قبله. وكان مولانا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقوله بأوضح من هذا. كان يقول: لا يعيش بعلم أحد حتى يعيش بظنه، وقال الزبير بن العوام: لا عاش بخير من لم يره ظنه ما لم تره عينه. وقال عمرو بن العاص: ظن الرجل قطعة من علمه، ولسانه قطعة من عقله.
وقوله: المخلف المتلف قد جمع فيه ما يغني عن التفسير والتزيد إذ يقول: يتلف جوداً وكرماً، ويخلف نجدةً واكتساباً.
وقوله: لم يمتع بضعف أي لم يقرن به. تقول: أمتع الله بفلان أي أبقاه الله حتى يتمتع به أحباؤه. وكما قال جرير لعبد العزيز بن الوليد: الوافر
إذا جدّ الرّحيل بنا فرحنا ... فأحسن ذو الجلال بك المتاعا
وقوله ولم يمت طبعا يقال: طبع يطبع طبعاً إذا غلب عليه الحرص حتى يغطي على قلبه. ويقال: طبع السيف إذا ركبه الصدأ حتى يغطي على صميم الحديدة. وقوله: والحافظ الناس في تحوط يقال للسنة الجدبة: تحوط وقحوط بالتاء والقاف جميعاً. وقوله: إذا لم يرسلوا خلف عائذ ربعا العائذ: التي معها ولدها، فإذا كانت السنة الجدبة نحروا الفصال لئلا تضر بالأمهات.

الصفحة 65