كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

وقوله: وعزت الشمأل الرياح يقول: غلبت الرياح وتلك علامة الجدب والقحط، لأن الجنوب هي التي تأتي بالندى والمطر. ويقال عز فلان فلاناً إذا قهره. وقول الله جل ثناؤه: وعزني في الخطاب أي كان أعز مني في المخاطبة. وقولهم في المثل. من عز بز أي من غلب استلب. والكميع: الضجيع. يقال: كامعها. يقال أضحى كميعها ملتفعاً. والملتفع: الملتحف. فهو منقبض عنها مشغول بما يلاقي من القر. وقوله: وكانت الكاعب الممنعة الحسناء الكاعب: التي كعب ثدياها. قال الله جل وعز: وكواعب أترابا والممنعة: المحفوظة المخبأة، كانت كالسبع في زاد أهلها، وإنما من شأنها أن تترف وتنعم إذا كانت في هذه الصفة.
وقوله: وشبه الهيدب العبام فالهيدب: المسترخي، والعبام: الثقيل الذي لا يكاد ينبعث، فشبه في انقباضه بالسقب، وهو ولد الناقة إذا كان ذكراً، وإن كان أنثى فحائل. ملبساً فرعا أي قد جعل عليه جلد الفرع، وهو فصيل كانوا يتقربون به في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا فرع فأبطله الإسلام.
وقوله: وذات هدم فالأهدام خلقان الثياب، فيصف الفقيرة وأنه كان لها ملجأً. وقوله: عار نواشرها: من الضر والجوع والبؤس. والنواشر: عروق الذراع، كما قال زهير: الطويل

الصفحة 66