كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

وقوله:
وقوارصٍ بين العشيرة تتّقى ... داويتها وسملتها بسمال
يقال: سمل بين العشيرة إذا أصلح، فإنما أراد به السيد الذي يأتمرون بأمره. والفغو.: نور الحناء، يقال له الفغو والفاغية. وهو من أطيب الريحان رائحةً. قال أبو عبيدة: قوله يجري عليك بمسبل هطال قال: يعني: مع مسبل، أي مع غيث مسبل. قال: فالباء تقوم مقام مع يا فتى، قال أبو العباس: والذي قال صواب وتفسيره أقرب مما قال. وتأويل هذا عند النحويين أن الباء للإلصاق، ومع للمقاربة، فهما يلتقيان في هذا الموضع. تقول: مررت بزيد، فالباء ألصقت مروري به. وكذلك: كتبت بالقلم أو ضربت بالسيف. فهذا حقيقة معناه.
وقوله ولنعم حشو الدرع والسربال أي نعم الشيء في الأمن والفزع. والمستضيف: الملجأ، يا فتى. يقال أرهق فلان فدعا لمضوفة، كما قال الشاعر: الطويل
وكنت إذا جاري دعا لمضوفةٍ ... أشمّر حتّى ينصف السّاق مئزري
ويقال قسطل وقسطال يما يثور من الغبار.
وقال أيضاً يرثي فضالة قصيدةً أولها: البسيط
عينيّ لا بدّ من سكبٍ وتهمال
اخترنا منها أبياتاً نادرة كما شرطنا في أول الكتاب. من ذلك قوله:

الصفحة 72