كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

يوماً بأجرأ منه حدّ بادرةٍ ... على كميٍّ بمهو الحدّ قصّال
لا زال مسكٌ وريحانٌ له أرجٌ ... على صداك بصافي اللّون سلسال
يسقي صداك وممساه ومصبحة ... رفهاً ورمسك محفوفٌ بأظلال
ورّثتني ودّ أقوامٍ وخلّتهم ... وذكرةً منك تغشاني بإجلال
فلن يزال ثنائي غير ما كذبٍ ... قول امريءٍ غير ناسيه ولا سال
لعمر ما قدرٍ أجدى بمصرعه ... لقد أخلّ بعرشي أيّ إخلال
قد كانت النّفس لو ساموا الفداء بها ... إليك مسمحةً بالأهل والمال
هذا آخر الشعر. قال أبو العباس: قوله لذي أثر يعني سيفاً له فرند وهو الرونق. وقوله: يزم الألف أي يتقدمها كأنه يقودها، يعني فرساً. والخارجي: الذي يخرج بنفسه. أنشدني الرياشي لأعرابي يمدح عبد الله بن جعفر الهاشمي: الوافر
أبا العبّاس، لست بخارجيٍّ ... وما إن بحر جودك بانتحال
وقوله: ذات شمراخ فإنما يعني فرساً ذات غرة. والشمراخ من الغرر: السائلة في الوجه إذا دقت وطالت.
وقوله لأشعث ذي طمرين إنما يريد أنه يجبر الفقير. والأطلس: الأغبر، ومن ثم قيل للذئب: اطلس. وإنما نسب الفقير إلى الطلسة لسوء حاله ودناءة لبسته.
والأقوال: الملوك، واحدهم قيل، وأصله قيل فخففوه كما قالوا في الميت: ميت، وفي الهين واللين: هين ولين. وقالوا في الجمع: أقوال كما قالوا في الميت: أموات، ويقولون: هو من مقاولة كندة.

الصفحة 74