كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

إذا مات من خلف امريءٍ وأمامه ... وأفرد من جيرانه فهو سائر
وقال عبد الله بن مسلم: بكى رجل على شاة له أصيب بها فأكثر، فرآه رجل من باهلة يقال له الحارث بن حبيب فقال: السريع
يا أيّها الباكي على شاته ... يبكي بكاءً غير إسرار
إنّ الرزيئات وأمثالها ... ما لقي الحارث في الدّار
دعا بني معنٍ وأشياعهم ... فكلّهم يعدو بمحفار
وكان للحارث المذكور عشرة بنين، فحلب يوماً في علبة ووضعها فمج فيها أسود سالخ، فبعث بالعلبة إلى بنيه، وهو لا يدري، فشربوها فماتوا جميعاً. وقيل: بل كانوا سبعة، فسقط عليهم حائط فقتلهم.
وقال خالد بن يزيد بن بشر: جزع سليمان بن عبد الملك على ابنه أيوب، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، إن رجلاً حدث نفسه بالبقاء لغير جيد الرأي.
وقال صدقة بن عبد الله المازني: مات حنظلة بن عبد الله الأسيدي فجزعت عليه امرأته، فنهتها جاراتها وقلن لها:

الصفحة 84