كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

برجله على وجهي فحطمه وذهب بعيني فأصبحت لا مال لي ولا أهل ولا ولد ولا بصر. فقال الوليد: انطلقوا به إلى عروة ليعلم أن في الناس من هو أعظم منه بلاءً.
وشخص عروة إلى المدينة فأتته قريش والأنصار فقال له عيسى بن طلحة ابن عبيد الله: أبشر يا أبا عبد الله، فقد صنع الله بك خيراً، والله ما بك حاجة إلى المشي. فقال: ما أحسن ما صنع الله إلي، وهب لي سبعة بنين فمتعني بهم ما شاء، ثم أخذ واحداً وترك ستة، ووهب لي ست جوارح، فمنعني بهن ما شاء، ثم أخذ واحدة ثم ترك لي خمساً: يدين ورجلاً وسمعاً وبصراً، ثم قال: اللهم لئن كنت أخذت لقد أبقيت، ولئن كنت ابتليت لقد عافيت.
وكثر الموت سنةً بالبصرة، فقيل للحسن: يا أبا سعيد، ألا ترى؟ فقال: ما أحسن ما صنع ربنا. أقلع مذنب، وأنفق ممسك، ولم يغلط بأحد.
وقال مخلد بن حمزة عن عبد الملك بن عمير قال

الصفحة 86