كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

الذي نزل بعبد الملك أمر كنا ننتظره، فلما وقع لم ننكره.
قال: وأخبرنا بشر بن عبد الله بن عمر قال: قام عمر على قبر ابنه عبد الملك، فقال: رحمك الله يا بني، لقد كنت ساراً مولوداً، وباراً ناشئاً، وما أحب أني دعوتك فأجبتني! وقال الأصمعي: دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه عبد الملك وهو يجود بنفسه، فقال: كيف تجدك يا بني؟ قال: أجدني في الموت، فاحتسبني يا أمير المؤمنين، فإن ثواب الله خير لك مني. قال: رضي الله عنك يا بني، فإنك لم تزل تسر أباك وأنت في الخرق، وما كنت قط أسر إلي منك حيث يصيرك الله في ميزاني، فرضي الله عنك وعن كل شاهد وغائب دعا لك بخير. فجعل الناس يدعون له رجاء أن يدخلوا في دعوة عمر. وعاش عمر بعده أربعين يوماً ثم هلك.
وقال الأصمعي: قال عمر: إنما الجزع قبل فوات الشيء فإذا فاتك الشيء فاله عنه.
وقال الأصمعي: كتب رجل إلى عمر يعزيه، فأجابه: إني لم أزل في صحة منه وسلامة، موطناً نفسي على فراقه. والسلام.

الصفحة 89