كتاب التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا]

يا أمير المؤمنين، ألا توصي؟ قال: وهل لي مال أوصي فيه؟ فقال مسلمة: هذه مئة ألف أبعث بها إليك فهي لك أوص فيها. قال: فهلا غير ذلك يا مسلمة؟ فقال: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: تردها من حيث أخذتها. فبكى مسلمة وقال: يرحمك الله، فقد ألنت منا قلوباً كانت قاسية، وزرعت لنا في قلوب المؤمنين مودة، وأبقيت لنا في الصالحين ذكراً.
وقال أبو الحسن عن سعيد بن عامر عن محمد بن عمرو بن علقمة قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب وهو يقول: ما أنعم الله على عبد نعمةً فانتزعها منه وعاضه من ذلك الصبر إلا كان ما عوضه أفضل مما انتزع منه. ثم قرأ: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
وقال مقسم، وهو مولىً لبعض أهل المدينة، يرثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله: البسيط
لو أعظم الموت خلقاً أن يلاقيه ... لأعظم الموت أن يلقاك يا عمر

الصفحة 93