كتاب زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

هذا هو تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة، أما الطوائف الأخرى فيمكن تقسيم قولهم في الإيمان إلى قسمين: قسم يدخلون العمل في الإيمان ويجعلونه شرطاً في صحة الإيمان، وقسم يخرجون العمل من الإيمان وهم أقسام ويجمعهم وصف الإرجاء.
أما أهل القسم الأول فهم الخوارج والمعتزلة، يقولون: إن الإيمان قول واعتقاد وعمل، لكن الإيمان عندهم كل واحد لا يتجزأ إذا ذهب بعضه ذهب كله فمن أخل بالأعمال ذهب إيمانه باتفاق الطائفتين، وهو كافر عند الخوارج وفي منزلة بين المنزلتين عند المعتزلة1.
وفساد هذا القول ظاهر، فإن نصوص الكتاب والسنة الدالة على تبعض الإيمان وتفاضله وزيادته ونقصانه كثيرة جداً، وسيأتي بسطها إن شاء الله في هذا البحث.
وأما أهل القسم الثاني وهم المرجئة، فهؤلاء ثلاثة أصناف:
1- صنف يقولون: الإيمان مجرد ما في القلب، ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر المرجئة، ومنهم من لا يدخلها في الإيمان كجهم ومن اتبعه.
2- وصنف يقولون: هو مجرد قول اللسان وهذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية.
3- وصنف يقولون: هو تصديق القلب وقول اللسان، وهذا هو المشهور عن أهل الفقه والعبادة منهم 2.
__________
1 انظر الفتاوى لابن تيمية (13/48) .
2 انظر الفتاوى لابن تيمية (7/ 195) .

الصفحة 26