كتاب زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

أولاً: أنهما من أهم وأكبر مسائل الإيمان، وبخاصة مسألة زيادة الإيمان ونقصانه، وقد رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية يصفها بأنها مسألة كبيرة تحتاج إلى البسط والإطناب1، وهذا مما يدل على أهميتها وأهمية البحث فيها.
ثانياً: أن هاتين المسألتين لم تفردا ببحوث علمية مستقلة، تستوفي أطرافهما وتجمع شتاتهما، وإن كانتا قد كتب فيهما ضمناً في ثنايا الكتب، وألف فيهما رسائل صغيرة مفردة لكنها لا تفي بالمقصود2، وهي بالرغم من ذلك في حكم المفقود، وفي هذا أعظم دافع لإفرادهما ببحث مستقل.
ثالثاً: أن للسلف في هذين الموضوعين أقوالاً كثيرة نافعة، وهي متناثرة في بطون الكتب، فمن الجدير حقاً أن تجمع ويعتنى بها وتنسق وتصنف في مكان واحد ليتم الانتفاع بها، وتتسنى الاستفادة التامة منها.
رابعاً: أن هذين الموضوعين متعلقان بأهم مطلب وأعظم غاية وهو الإيمان، الذي فيه عزة الأمة ورفعتها وكمالها وسؤددها،
__________
1 انظر الفتاوى (6/ 479، 481) بل لقد أفردها وبسطها رحمه الله في مجلد، ذكر ذلك ابن القيم في كتابه اأسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية ا (ص 23) حيث عدّ من مؤلفاته: "رسالة في الإيمان هل يزيد وينقص "وذكر أنها في مجلد.
2 وقفت من خلال كتب التراجم علي رسالتين في زيادة الإيمان ونقصانه، الأولى: لعلي بن محمد بن أبي سعد بن وضاح الشهراياني الحنبلي ت 672 هـ. انظر (ص 334) من هذه الرسالة، والأخرى: لجلال الدين التباني الحنفي ت 793 هـ. انظر (ص 336) من هذه الرسالة، ولا أعرف عن وجودهما شيئاً.
وفي مسألة الاستثناء وقفت على ذكر رسالة واحدة لتقي الدين السبكي ت 756 هـ. ذكر ملخصها الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (2/278) .

الصفحة 9