كتاب رؤوس المسائل للزمخشري

احتج الشافعي: بما روى عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا صلاة إلَّا بفاتحة الكتاب" (¬1) ولم يفصل بين الإمام وغيره (¬2).

مسألة: 59 - السنة في التأمين
السنة في التامين: الإخفاء عندنا، إمامًا كان أو مأمومًا (¬3)، وعند الشافعي يجهر به (¬4).
دليلنا في ذلك: وهو أن التأمين ليس من القراءة بل هو تسبيح، فيكون السنة فيه الإخفاء (¬5)، دليله: سائر التسبيحات (¬6).
¬__________
(¬1) الحديث أخرجه الشيخان من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عه وقد سبق تخريجه في المسألة (55)، ص 149.
(¬2) راجع المسألة مع أدلتها بالتفصيل: المجموع 3/ 321 - 327.
(¬3) انظر: مختصر الطحاوي، ص 26؛ القدوري، ص 9؛ تحفة الفقهاء 1/ 228؛ الهداية 1/ 49؛ شرح فتح القدير 1/ 295.
(¬4) القول الجديد عن الشافعي في المسألة الإسرار كما نص عليه الشافعي: "فإذا فرغ الإمام من قراءة أم القرآن قال آمين ورفع بها صوته ليقتدي به من كان خلفه، فإذا قالها قالوها وأسمعوا أنفسهم ولا أحب أن يجهروا بها فإن فعلوا فلا شيء عليهم"، والجهر بالتأمين هو من القول القديم، إلَّا أن أئمة الشافعية المحققين رجَّحوا في هذه المسألة: القديم على الجديد من ضمن المسائل التي يفتى فيها بالقديم كلا ذكر هذا النووي في مقدمة كتابه المجموع.
انظر: الأم 9/ 101؛ المهذب 1/ 79، 80؛ التنبيه، ص 22، 23؛ الوجيز 1/ 43؛ المنهاج، ص 11؛ المجموع 1/ 109، 3/ 332.
(¬5) قال السمرقندي: "لأنه من باب الدعاء، والأصل في الدعاء المخافتة دون الجهر" تحفة الفقهاء 1/ 228؛ الهداية 1/ 49.
(¬6) واستدل الأحناف من النقل بأدلة كثيرة، منها: ما أخرجه الترمذي والحاكم عن طريق شعبة عن وائل بن حجر بلفظ (فقال: آمين، وخفض بها صوته"، قال الترمذي: "سمعت عمدًا - البخاري - يقول: "حديث سفيان - الذي روى بالجهر - أصح من حديث شعبة في هذا، وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث .. وقال: "وخفض بها صوته" وإنما هو"مد بها =

الصفحة 154