كتاب رؤوس المسائل للزمخشري

دليلنا في ذلك وهو: أن كل ما كان مناقضًا للصلاة، لا يغيِّر الحال بين الناسي والعامد، كالحدث (¬1).
والشافعي احتج: بدليل ما روى عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" (¬2).
والدليل عليه وهو: أن هذا كلام الناسي، فوجب أن لا يخرجه من الصلاة، [كـ]ــسلام الساهي عندكم (¬3).
¬__________
= انظر: الأم 1/ 124؛ المهذب 1/ 94؛ الوجيز 1/ 48، 49؛ المجموع 1/ 14؛ المنهاج، ص 14.
(¬1) واستدل السرخسي من النقل بحديث ابن مسعود رضي الله عنه حينما قدم من الحبشة فسلَّم على النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو في صلاته فلم يرد عليه السلام، وعندما فرغ قال له: "يا ابن مسعود إن الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء، وإن مما أحدث أن لا يتكلم في الصلاة".
أخرجه الشيخان بلفظ: "إن في الصلاة شغلًا": البخاري، في العمل في الصلاة، باب لا يرد السلام في الصلاة (1216)، 3/ 86؛ مسلم، في المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة، ونسخ ما كان من إباحته (538)، 1/ 382.
انظر: المبسوط 1/ 170، 171.
(¬2) الحديث أخرجه ابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا إلى النَّبِيّ أنه قال: "إن الله وضع عن أمتي الخط والنسيان وما استكرهوا عليه" قال البوصيري في زوائد ابن ماجة: "إسناده صحيح إن سلم من الانقطاع، والظاهر أنه منقطع" وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وقال النووي في الأربعين: "حديث حسن".
انظر: ابن ماجة، في الطلاق، باب طلاق المكره والناسي (2045)، 1/ 659؛ المستدرك 2/ 198؛ الأربعين النووية، الحديث التاسع والثلاثون؛ نصب الراية 2/ 64، 65.
(¬3) انظر: المبسوط 1/ 171.

الصفحة 160