كتاب رؤوس المسائل للزمخشري

مسألة: 88 - تكبيرات أيام التشريق
تبتدأ تكبيرات (¬1) أيام التشريق (¬2): بعد صلاة الصبح من يوم عرفة عندنا (¬3)، وتقطع بعد صلاة العصر من يوم النحر، وهو ثمان صلوات، وعند أبي يوسف ومحمد والشافعي: تبتدأ بصلاة الصبح من يوم عرفة، وتقطع بعد صلاة العصر في آخر أيام التشريق، وهو ثلاث وعشرون صلاة (¬4).
¬__________
(¬1) والتكبير الصحيح والمشهور بين الفقهاء "الله أكبر الله أكبر لا إله إلَّا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد" تحفة الفقهاء 1/ 286.
(¬2) والتشريق: صلاة العيد، من شرقت الشمس شروقًا إذا طلعت، أو من شرقت إذا أضاءت؛ لأن ذلك وقتها، وسميت أيام التشريق لصلاة يوم النحر، وصار ما سواه تبعًا، أو لأن الأضاحي فيها تشرق: أي تقدد في الشمس، وقيل تشريقها: تقطيعها وتشريحها، وأيام التشريق: ثلاثة، وهي بعد يوم النحر: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر.
انظر: المغرب، مادة: (تشرق)، المصباح، مادة: (شرق).
(¬3) انظر الجامع الكبير، ص 13؛ مختصر الطحاوي، ص 38؛ القدوري، ص 16؛ تحفة الفقهاء 1/ 287؛ الهداية 1/ 87.
(¬4) وللشافعية في المسألة ثلاثة طرق، أصحها وأشهرها: من ظهر يوم النحر إلى صبح آخر التشريق، وبه نص الشافعي في القديم والجديد وقطع الشيرازي وأكثر الشافعية، والثاني: من مغرب ليلة النحر إلى صبح آخر التشريق، والثالث: من صبح عرفة إلى عصر آخر التشريق، والمختار عند محققي الشافعية هو الطريق الثالث، قال النووي في المجموع "واختارت طائفة من محققي الأصحاب المتقدمين والمتأخرين أن يبدأ من صبح يوم عرفة ويختم بعصر آخر التشريق .. وعليه عمل الناس في الأمصار .. وقال: "وهو الذي اختاره"، وهذا ما ذكره المؤلف.
انظر: الأم 1/ 241؛ التنبيه، ص 33؛ الوجيز 1/ 70؛ والمنهاج، ص 24؛ راجع بالتفصيل المجموع مع المهذب 5/ 35 - 40؛ وراجع المراجع السابقة للأحناف للنظر في قول الصاحبين.
وما ذكره المؤلف في المدة يتعلق بالنسبة لغير الحجاج "وأما الحجاج فيبدأون التكبير عقب صلاة الظهر يوم النحر إلى الصبح من آخر أيام التشريق"؛ لأنهم يقطعون التلبية مع رمي جمرة العقبة.
انظر: الهداية 1/ 147؛ المجموع 5/ 37.

الصفحة 187