كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 1)

الشَّافِعِيُّ فِي مُسْنَدِهِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَغَيْرُهُمْ1، وَقَدْ جَمَعَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ طُرُقَهُ فِي جُزْءٍ وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِطُولِهِ وَأَلْفَاظِهِ فِي إِثْبَاتِ رُؤْيَةِ الْمُؤْمِنِينَ رَبَّهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا جَمَعَ اللَّهُ تَعَالَى الْخَلَائِقَ حَاسَبَهُمْ فَيُمَيِّزُ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ وَهُوَ تَعَالَى فِي جَنَّتِهِ عَلَى عَرْشِهِ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَافِظُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ2. وَعَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَمَّا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ", رَوَاهُ الْخَلَّالُ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ3. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلُوهُ عَنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا, قَالُوا: ثُمَّ مَاذَا يَا مُحَمَّدُ, قَالَ: "ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ", قَالُوا: أَصَبْتَ يَا مُحَمَّدُ, لَوْ أَتْمَمْتَ ثُمَّ اسْتَرَاحَ, فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا, فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38] رَوَاهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ, وَفِي إِسْنَادِهِ الْبَقَّالُ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ4, وَعَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ. قَالَ: "كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ, ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ فَاسْتَوَى عليه" رواه أبوداود
__________
1 الشافعي في مسنده "الترتيب 1/ 126-127". وفي سنده إبراهيم بن محمد شيخ الشافعي وهو متهم بالكذب.
ورواه عبد الله في السنة "ح460" وابن جرير "26/ 175" والآجري في الشريعة وابن أبي شيبة في الرد على الجهمية "ح145".
من طرق عن عثمان بن عمير أبو اليقظان وهو ضعيف قد اختلط وكان يدلس.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن أنس ورجاله ثقات "المجمع 2/ 164".
2 ذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية "ص55" وذكر قول محمد بن عثمان هذا. ولم أجده عنده في كتاب العرش.
3 ذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية "ص54" وقال: صحيح على شرط البخاري, وقال الذهبي في العلو: رواته ثقات "العلو ص52" وانظر المختصر "ح38".
4 الحاكم "2/ 543" وذكره ابن القيم بسنده من طريق ابن منده "اجتماع الجيوش ص60".
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ولم يوافقه الذهبي وقال: وأنى ذلك والبقال قد ضعفه ابن معين والناس "العلو ص76".

الصفحة 149