كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 1)

السَّمَاءِ" 1. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ الذُّهَيْبَةِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً" 2 وَفِي الصَّحِيحِ قَالَ الْمُغِيرَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ" 3 وَفِيهِ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَتَمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ فَلَا تُصَدِّقْهُ, إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} .4
وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَهَا: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} 5 الْآيَاتِ, وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
وَمِنْ ذَلِكَ رَفْعُ الْأَيْدِي إِلَيْهِ وَالْأَبْصَارِ كَمَا فِي أَحَادِيثِ الْقُنُوتِ6 وَأَحَادِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ.7 وَحَدِيثِ دُعَائِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى النَّفَرِ الَّذِينَ طَرَحُوا عَلَى ظَهْرِهِ الشَّرِيفِ سَلَا
__________
1 مسلم "4/ 1923/ ح2473" في فضائل أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه. وأحمد "5/ 174".
2 تقدم ذكره.
3 البخاري "13/ 503" في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} .
4 البخاري "13/ 503" في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} . ومسلم "1/ 195-196/ ح177" في الإيمان، باب معنى قول الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} .
5 البخاري "13/ 503" في التوحيد، باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} .
ومسلم "1/ 90-91/ ح86" في الإيمان، باب الشرك أعظم الذنوب وبيان أعظمها بعده.
6 قال أنس رضي الله عنه: لقد رأيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم -يعني الذين قتلوهم- رواه البيهقي في السنة الكبرى "2/ 211". قال النووي: إسناده صحيح أو حسن "المجموع 3/ 500".
7 ورد رفع اليدين في دعاء الاستسقاء ومثاله حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه: فبينما النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخطب يوم الجمعة قام إعرابي فقال: يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا، فرفع يديه ...
البخاري "2/ 501" في الاستسقاء، باب الاستسقاء في المسجد الجامع.
ومسلم "2/ 612-613/ ح897" في الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء وغيرهم.

الصفحة 168