كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 1)

إِلَّا بَعْدَ إِذْنِهِ, وَكُلُّ ذَلِكَ بِمَشِيئَتِهِ وَتَكْوِينِهِ إِذْ لَا مَالِكَ غَيْرُهُ وَلَا مُدَبِّرَ سِوَاهُ وَلَا رب غيره ا. هـ.1.
وَالْأَحَادِيثُ مِنَ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ فِي إِثْبَاتِ الْمَشِيئَةِ كَثِيرَةٌ جِدًّا, مِنْهَا قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي شَأْنِ الْجَنِينِ: "فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ" 2 وقوله: "اشفعوا تأجروا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا يَشَاءُ" 3، "إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ وَرَدَّهَا حِينَ شَاءَ" 4، "إِنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ لَمْ تَنَامُوا عَنْهَا, وَلَكِنَّهُ أَرَادَ لِيَكُونَ لِمَنْ بَعْدَكُمْ" 5، "قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ" 6، "قُلُوبُ الْعِبَادِ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهَا كَيْفَ يَشَاءُ" 7، "مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ" 8، وَكَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ" 9 وَقَوْلُهُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: "فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ" 10 وَقَوْلُهُ: "مَثَلُ
__________
1 انظر كلامه هذا وغيره في طريق الهجرتين في فصل في بيان أن المنفعة والمضرة لا تكون إلا من الله وحده.
2 هذه اللفظة عند مسلم دون البخاري "4/ 2037/ ح2645" في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه. من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
3 البخاري "13/ 448" في التوحيد، باب في المشيئة والإرادة.
ومسلم "4/ 2026/ ح2627" في البر والصلة، باب استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
4 البخاري "13/ 447" في التوحيد، باب في المشيئة والإرادة وغيره.
5 رواه بهذا اللفظ البيهقي في دلائل النبوة "4/ 155". ورواه أحمد في مسنده "1/ 391" بلفظ: لو أراد.
وفي سنده المسعودي وقد رواه عنه يزيد بن زريع عند أحمد ويونس بن بكير عند البيهقي. وأصل الحديث عند البخاري دون هذه الزيادة.
6 أحمد "1/ 214 و224 و283" وسنده صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
7 أخرجه مسلم "4/ 2045/ ح2654" في القدر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء.
8 أحمد "2/ 182" وابن ماجه "1/ 72/ ح199" من حديث النواس بن سمعان وسنده صحيح.
9 الترمذي "4/ 448/ ح2140" في القدر، باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن وقال هذا حديث حسن وهو كما قال.
10 البخاري "2/ 38" في المواقيت، باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب, من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

الصفحة 218