كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 1)

مُسْلِمٌ1. وَلِأَبِي عُبَيْدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَبْطَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةً بَعْدَ الْعَشَاءِ ثُمَّ جِئْتُ, فَقَالَ: "أَيْنَ كُنْتِ؟ " قُلْتُ: كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِكَ لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ وَصَوْتِهِ مِنْ أَحَدٍ, قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى اسْتَمَعَ لَهُ, ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: "هَذَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ, الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَ هَذَا" إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ2، وَالْأَحَادِيثُ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ.
"كَذَا بِالَابْصَارِ إِلَيْهِ مُتَعَلِّقَانِ بِـ"يُنْظَرُ" أَيْ: إِلَى الْقُرْآنِ فِي الْمُصْحَفِ وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ وَأَجَلِّهَا. وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ بِإِسْنَادٍ فِيهِ ضَعْفٌ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "فَضْلُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ نَظَرًا على من يقرأه ظَهْرًا كَفَضْلِ الْفَرِيضَةِ عَلَى النَّافِلَةِ"3. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَدِيمُوا النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ4. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ نَشَرَ الْمُصْحَفَ فَقَرَأَ فِيهِ5. وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ إِخْوَانُهُ نَشَرُوا
__________
1 ليس عند مسلم بهذا اللفظ إنما هو دون قوله: "لو أعلم أنك تستمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا" مسلم "1/ 546/ ح793" في صلاة المسافرين، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن وأما لفظ: "أما إني يا رسول الله لو علمت ... " فقد رواه أبو يعلى في مسنده وفيه خالد بن نافع الأشعري وهو ضعيف "المجمع 7/ 174". قال ابن حجر: وللروياني من طريق مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه وقال فيه لو علمت....". قلت: رجاله ثقات إذا سلم ممن تحت مالك. ورواه بقي بن مخلد "فضائل القرآن لابن كثير 7/ 461" وسنده حسن.
وروى ابن سعد في الطبقات عن أنس أن أبا موسى قام ليلة يصلي فسمع أزواج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صوته وكان حلو الصوت فقمن يسمعن, فلما أصبح قيل له: إن النساء كن يستمعن فقال: لو علمت لحبرتكن تحبيرا ولشوقتكن تشويقا "الطبقات 2/ 345". قال ابن حجر: إسناده على شرط مسلم "الفتح 9/ 93".
2 أبو عبيد في فضائل القرآن "فضائل القرآن لابن كثير 7/ 480"، ورواه ابن ماجه "1/ 245/ ح1338" في إقامة الصلاة، باب في حسن الصوت بالقرآن والحاكم "3/ 225-226" وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
3 فضائل القرآن لأبي عبيد "ابن كثير فضائل القرآن 7/ 489" وسنده ضعيف وضعفه الحافظ في الفتح "9/ 78" قلت: في سنده معاوية الصدفي وهو ضعيف وبقية وقد عنعن.
4 رواه عبد الرزاق في مصنفه "ح5988" ومن طريقه الطبراني في الكبير "8696" وعزاه صاحب الكنز لابن أبي داود في المصاحف "ح4136" ولم أجده عنده في المطبوع. وقال الحافظ: إسناده صحيح "الفتح 9/ 78".
5 الذي وجدته من قول ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب إذا دخل ... " الكنز "ح4108" وعزاه لابن أبي داود ولم أجده عنده في المطبوع.

الصفحة 288