كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 1)
سَبْعِينَ ضِعْفًا. فَيُقَالُ لَهُ: أَشْرِفْ, قَالَ فَيُشْرِفُ, فَيُقَالُ لَهُ: مُلْكُكَ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ يَنْفُذُهُ بَصَرُهُ" قَالَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يُحَدِّثُنَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ يَا كَعْبُ عَنْ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا, فَكَيْفَ أَعْلَاهُمْ؟ قَالَ كَعْبٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ, إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ دَارًا فِيهَا مَا شَاءَ مِنَ الْأَزْوَاجِ وَالثَّمَرَاتِ وَالْأَشْرِبَةِ, ثُمَّ أَطْبَقَهَا فَلَمْ يَرَهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ لَا جِبْرِيلُ وَلَا غَيْرُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قَالَ: وَخَلَقَ دُونَ ذَلِكَ جَنَّتَيْنِ وَزَيَّنَهُمَا بِمَا شَاءَ وَأَرَاهُمَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ, ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَ كِتَابُهُ فِي عِلِّيِّينَ نَزَلَ تِلْكَ الدَّارَ الَّتِي لَمْ يَرَهَا أَحَدٌ, حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ لَيَخْرُجُ فَيَسِيرُ فِي مُلْكِهِ فَلَا تَبْقَى خَيْمَةٌ مِنْ خِيَامِ الْجَنَّةِ إِلَّا دَخَلَهَا مِنْ ضَوْءِ وَجْهِهِ فَيَسْتَبْشِرُونَ بِرِيحِهِ فَيَقُولُونَ: وَاهًا لِهَذِهِ الرِّيحِ, هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ قَدْ خَرَجَ يَسِيرُ فِي مُلْكِهِ, فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا كَعْبُ هَذِهِ الْقُلُوبُ قَدِ اسْتَرْسَلَتْ فَاقْبِضْهَا. فَقَالَ كَعْبٌ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لِجَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَزَفْرَةً مَا يَبْقَى مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ إِلَّا يَخِرُّ لِرُكْبَتَيْهِ حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللَّهِ يَقُولُ: "رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي" حَتَّى لَوْ كَانَ لَكَ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبِيًّا إِلَى عَمَلِكَ لَظَنَنْتَ أَنَّكَ لَا تَنْجُو"1. قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ حَسَنٌ رَوَاهُ الْمُصَنِّفُونَ فِي السُّنَّةِ كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ وَالطَّبَرَانِيِّ وَالدَّارَقُطْنِيِّ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى, وَرَوَى يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَزُورُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ جُمُعَةٍ" وَذَكَرَ مَا يُعْطَوْنَ قَالَ: "ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اكْشِفُوا حِجَابًا فَيُكْشَفُ حِجَابٌ ثُمَّ حِجَابٌ ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْ وَجْهِهِ فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا نِعْمَةً قَبْلَ ذَلِكَ, وَهُوَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} 2 وَفِي الصَّحِيحَيْنِ
__________
1 الطبراني في الكبير "9/ 417/ ح9763" ورواه عبد الله في السنة "ح1203". والدارقطني في الرؤية "166/ 167" والحاكم في مستدركه "4/ 589" وقال: صحيح الإسناد. قال الذهبي: ما أنكره حديثا على جودة إسناده.
قلت: إسناده حسن ففيه المنهال بن عمرو ربما وهم.
2 أخرجه اللالكائي "ح852" وسنده موضوع فيه عمر بن خالد القرشي كذاب وسويد بن عبد العزيز ضعيف جدا.
الصفحة 315