كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 1)
وَيَذْهَبُ حِرَاقُهُ, ثُمَّ يَسْأَلُ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ الدُّنْيَا وَعَشْرَةَ أَمْثَالِهَا مَعَهَا" وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ1. وَفِي رِوَايَةٍ: "نَحْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى تَلٍّ مُشْرِفِينَ عَلَى الْخَلَائِقِ" ذَكَرَهَا عَبْدُ الْحَقِّ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ. وَلِعَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَتَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْظُرُونَ إِلَى وَجْهِهِ فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا فَيَقُولُ: ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَلَيْسَ هَذَا بِيَوْمِ عِبَادَةٍ" 2. وَلِلدَّارَقُطْنِيِّ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَتَجَلَّى لَنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَاحِكًا" 3. وَلِأَبِي قُرَّةَ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جُمِعَتِ الْأُمَمُ" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: "فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ, فَيَقُولُ: وَكَيْفَ تَعْرِفُونَهُ وَلَمْ تَرَوْهُ؟ فَيَقُولُونَ: نَعْلَمُ أَنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ. قَالَ: فَيَتَجَلَّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا"4. وَفِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ فَإِذَا الرَّبُّ جَلَّ جَلَالُهُ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ, فَقَالَ تَعَالَى: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ, وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} فَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى شَيْءٍ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ مَا دَامُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى يَحْتَجِبَ عَنْهُمْ وَتَبْقَى فِيهِمْ بِرْكَتُهُ وَنُورُهُ5. وَلِلْبَيْهَقِيِّ عَنْهُ رَضِيَ
__________
1 أحمد "3/ 345" من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر به وتابع ابن لهيعة روح بن عبادة عند أحمد "3/ 383".
وأخرجه مسلم:1/ 177-178/ ح191" في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.
2 عبد الرزاق في مصنفه وسنده صحيح.
3 الدارقطني في الصفات "ح33" وفي سنده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ وهو صحيح بما تقدم من شواهد.
4 ذكره ابن القيم في حادي الأرواح "ص359" ورجاله ثقات.
5 ابن ماجه "1/ 65-66/ ح184".
ورواه العقيلي في الضعفاء "2/ 274" وابن عدي في الكامل "6/ 2039/ 2040". والآجري في الشريعة "ص267" واللالكائي في السنة "ح836". وابن الجوزي في الموضوعات "3/ 260-262".
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله. قلت: وفي سنده أبو عاصم العباداني وهو لين الحديث والفضل الرقاشي وهو ساقط.
الصفحة 323