كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 1)
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "يَا جَابِرُ أَلَا أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِأَبِيكَ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: مَا كَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحَدًا إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ, وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا, فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً, قَالَ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ لَا يُرْجَعُونَ. قَالَ: يَا رَبِّ فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي". فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} الْآيَةَ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ, قُلْتُ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ1. وَلِلتِّرْمِذِيِّ وَالطَّبَرَانِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَرَجُلٌ يَنْظُرُ فِي مُلْكِهِ أَلْفَيْ سَنَةٍ يُرَى أَقْصَاهُ كَمَا يُرَى أَدْنَاهُ يَنْظُرُ إِلَى أَزْوَاجِهِ وَسُرُرِهِ وَخَدَمِهِ, وَإِنَّ أَفْضَلَهُمْ مَنْزِلَةً مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ" 2 وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عَرَفَةَ: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} 3، وَفِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ هُشَيْمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1 الترمذي "5/ 130-131/ ح3010" في تفسير القرآن، باب سورة آل عمران وابن ماجه "1/ 68/ ح190" في المقدمة. والحاكم "3/ 204" وإسناده حسن.
وقوله: إسناده صحيح هو قول ابن القيم في حادي الأرواح "ص362".
2 الترمذي "4/ 688/ ح2553" في صفة الجنة، باب 17 وفي "5/ 430/ ح3328" في تفسير القرآن، باب ومن سورة المدثر. وأخرجه أحمد2 "13، 64" وأبو يعلى في مسنده "5712 و5729" والطبري في التفسير "29/ 104" والبغوي في شرح السنة "15/ 232-233" وفي التفسير "7/ 186" والطبراني "المجمع 10/ 404" "وذكره في الزوائد هو خلاف ما التزمه الهيثمي".
والحاكم "2/ 509-510" واللالكائي "ح841". وإسناده ضعيف في ثوير بن أبي فاختة وهو واه الحديث.
3 الحسن بن عرفة "حادي الأرواح ص363" وسنده ضعيف للعلة التي في قبله. وهذه الزيادة هي عند الترمذي كذلك.
الصفحة 327