كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 1)

اسْتَطَعْتُمْ عَلَى أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا" 1. وَفِي رِوَايَةِ عَنْهُ قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ, لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ, فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا" 2. وَلِأَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "يَأْتُونَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَقُولُونَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ فَتَحَ بِكَ وَخَتَمَ بِكَ وَغَفَرَ لَكَ, قُمْ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ, فَيَقُولُ: نَعَمْ أَنَا صَاحِبُكُمْ فَيَخْرُجُ يَحُوشُ النَّاسَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَأْخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَيَقْرَعُ فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ فَيَجِيءُ حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهُ" 3 الْحَدِيثَ. وَلِابْنِ بَطَّةَ وَالْبَزَّارِ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَانِي جِبْرِيلُ فَإِذَا فِي كَفِّهِ مِرْآةٌ كَأَصْفَى الْمَرَايَا وَأَحْسَنِهَا, وَإِذَا فِي وَسَطِهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ قَالَ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الدُّنْيَا صَفَاؤُهَا وَحُسْنُهَا, قَالَ قُلْتُ: وَمَا هَذِهِ اللَّمْعَةُ فِي وَسَطِهَا؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ, قَالَ قُلْتُ: وَمَا الْجُمُعَةُ؟ قَالَ: يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ رَبِّكَ عَظِيمٌ وَسَأُخْبِرُكَ بِشَرَفِهِ وَفَضْلِهِ وَاسْمِهِ فِي الْآخِرَةِ, أَمَّا شَرَفُهُ وَفَضْلُهُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَمَعَ فِيهِ أَمْرَ الْخَلْقِ, وَأَمَّا مَا يُرْجَى فِيهِ فَإِنَّ فِيهِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ أَوْ أَمَةٌ مُسْلِمَةٌ يَسْأَلَانِ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ, وَأَمَّا شَرَفُهُ وَفَضْلُهُ وَاسْمُهُ فِي الْآخِرَةِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا صَيَّرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلَ النَّارِ إِلَى النَّارِ وَجَرَتْ عَلَيْهِمْ أَيَّامُهَا وَسَاعَاتُهَا لَيْسَ بِهَا لَيْلٌ وَلَا نَهَارٌ إِلَّا قَدْ عَلِمَ اللَّهُ مِقْدَارَ ذَلِكَ وَسَاعَاتِهِ, فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِي الْحِينِ الَّذِي يَبْرُزُ -أَوْ يَخْرُجُ- فِيهِ أَهْلُ الْجَنَّةِ إلى جمعتهم ناد مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ اخْرُجُوا إِلَى دَارِ
__________
1 ابن بطة في الإبانة "حادي الأرواح ص364" وفي إسناده أبو بكر بن عمارة بن رويبة قال عنه الحافظ مقبول: "إذا توبع وإلا فلين". والحديث في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه.
2 ابن بطة في الإبانة "حادي الأرواح ص364" وفيه المسعودي صدوق وقد اختلط وأبو بكر بن عمارة بن رويبة قال عنه الحافظ: مقبول: "إذا توبع وإلا فلين". والحديث في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه.
3 رواه ابن خزيمة في التوحيد "ص294" وسنده على شرط الشيخين. وقد تقدم حديث أنس وأبي هريرة في الصحيحين في الشفاعة.

الصفحة 330