كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 2)
{فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آلِ عِمْرَانَ: 175] وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرَّحْمَنِ: 46] وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الْإِسْرَاءِ: 57] وَقَالَ تبارك اسمه: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزُّمَرِ: 9] الْآيَةَ وَغَيْرَهَا مِنَ الْآيَاتِ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا, وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ, وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ" رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ1. وَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ الْأَنْصَارِيَّةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَاللَّهِ لَا أَدْرِي, وَاللَّهِ لَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ" 2 وَفِي التِّرْمِذِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا, وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا" 3 وَفِيهِ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ خَافَ أَدْلَجَ, وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ. أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ, أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ"4. وَلَهُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: أَخْرِجُوا مَنْ ذَكَرَنِي يَوْمًا أَوْ خَافَنِي فِي مَقَامِي" 5 وَلَهُ
__________
1 أحمد "5/ 173" وابن ماجه "2/ 1402/ ح4190" في الزهد، باب الحزن والبكاء.
والترمذي "4/ 556/ ح2312" في الزهد، باب قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا" وسنده حسن.
2 البخاري "3/ 114" في الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه.
3 الترمذي: "4/ 715/ ح2601" في صفة جهنم، باب رقم 10 وابن عدي في الكامل "7/ 2660" والقضاعي في مسند الشهاب "ح791، 792"، كلهم من طريق يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة وسنده ضعيف جدا, فيحيى متروك وأبوه مجهول, وأخرجه ابن المبارك في الزهد "ح28" وأحمد في الزهد "ص231" وفيه الحسن البصري وهو مدلس وقد عنعن. وقد حسنه العلامة الألباني لشواهده السلسلة الصحيحة "ح950".
4 الترمذي "4/ 633/ ح2450" في صفة القيامة، باب 18, وسنده ضعيف فيه أبو فروة الرهاوي وهو ضعيف, وبكير بن فيروز لم يوثقه غير ابن حبان. قال الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر.
5 الترمذي "4/ 412/ ح2594" في صفة جهنم، باب ما جاء أن للنار نفسين وما ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد, وقال: هذا حديث حسن غريب, والحاكم "1/ 70".
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي. وفيه المبارك بن فضالة وهو مدلس وقد صرح بالتحديث عند الحاكم, فالحديث حسن إن شاء الله تعالى.
الصفحة 444