كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 2)

هُوَ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ عَائِشِةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [الْمُؤْمِنُونَ: 60] هُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قال: "لا يابنة الصِّدِّيقِ, وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} [الْمُؤْمِنُونَ: 61] "1. وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ قَالَ: "شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا" 2, وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" 3, وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْأَحَادِيثِ.
"تَوَكُّلٌ" أَيْ: وَمِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَهُوَ اعْتِمَادُ الْقَلْبِ
__________
1 الترمذي "5/ 327-328/ ح3174" في التفسير، باب ومن سورة "المؤمنون".
وابن ماجه "2/ 1404/ ح4198" في الزهد، باب التوق من العمل. والحاكم "2/ 392" وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي.
قلت: إسناده منقطع, فهو من رواية عبد الرحمن بن سعد الهمداني عن عائشة ولم يدركها. "انظر جامع التحصيل ت429".
ورواه كذلك من طريقه أحمد "6/ 159 و205" وابن جرير في تفسيره "18/ 33".
ورواه ابن جرير في تفسيره من حديثها -رضي الله عنها- وفي سنده مبهم وهو الراوي عنها.
ورواه كذلك عنها بسند فيه انقطاع من رواية العوام بن حوشب عنها.
ورواه ابن جرير من حديث أبي هريرة, ورجاله ثقات سوى محمد بن حميد الرازي؛ فإنه سيئ الحفظ.
2 لم يروه الترمذي بهذا اللفظ وإنما روي عنده باللفظ الآتي, وهذا رواه الطبراني في الكبير عن عقبة بن عامر "17/ 286/ ح790". وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح "المجمع 7/ 36". ورواه ابن سعد في الطبقات "1/ 435 و436" عن قتادة مرفوعا: قال الشيخ الألباني: وإسناده صحيح لولا أنه مرسل.
3 الترمذي "5/ 402/ 3297" في التفسير، باب: ومن سورة الواقعة. وفي الشمائل "ح48" وأبو يعلى في مسنده "ح108" وابن سعد في الطبقات "1/ 435" والحاكم "2/ 343" وأبو نعيم في الحلية. وقال الحاكم: إسناده على شرط البخاري ووافقه الذهبي. انظر: العلل للدارقطني "س17" والعلل للرازي "ح1826 و1894" والمقاصد الحسنة "ح606" والسلسلة الصحيحة "ح955".

الصفحة 445