كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 2)
اللَّهُ عَنْهُمَا- فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آلِ عِمْرَانَ: 173] : قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ, وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُهُ حِينَ: {قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آلِ عِمْرَانَ: 173] 1. وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِلَا حِسَابٍ, هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" 2, وَفِي السُّنَنِ: "الطِّيَرَةُ شِرْكٌ, الطِّيَرَةُ شِرْكٌ" قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: وَمَا مِنَّا إِلَّا, وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ3. وَفِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لو أنكم تتوكلون عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ, لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ, تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا" 4, وَفِي حَدِيثِ الْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ: "وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ, وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ" 5 وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ وَسُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ وَالدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنِّي لَأَعْلَمُ آيَةً فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ أَخَذَ النَّاسُ بِهَا لَكَفَتْهُمْ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطَّلَاقِ: 2] 6, وَلِابْنِ مَاجَهْ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
__________
1 البخاري "8/ 229" في التفسير، تفسير سورة آل عمران، باب: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم.
2 البخاري "11/ 305" في الرقاق، باب من يتوكل على الله فهو حسبه.
ومسلم "1/ 198/ ح218" في الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب.
3 الترمذي "4/ 160/ ح1614" في السير، باب ما جاء في الطيرة. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأبو داود "4/ 17/ ح3910" في الطب، باب في الطيرة.
4 الترمذي "4/ 573/ ح2344" في الزهد، باب رقم 33 وقال: حديث حسن صحيح. وابن ماجه "2/ 1394/ ح4164" في الزهد، باب التوكيل واليقين. وابن حبان "موارد ح2548" والحاكم "4/ 318" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
5 الترمذي "4/ 667/ ح2516" في صفة القيامة، باب رقم 60. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
6 أحمد "5/ 178، 179" وابن ماجه "2/ 1411/ ح4220" في الزهد, باب الورع والتقوى. والدارمي "2/ 303". والنسائي في التفسير "مصباح الزجاجة 3/ 301". وأحمد بن منيع في مسنده, وإسناده منقطع بين أبي السليل وأبي ذر.
الصفحة 447