كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 2)

إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لُقْمَانَ: 13] " الْحَدِيثَ فِي الصَّحِيحَيْنِ1. وَلِابْنِ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتُمْ, أَوْ صُلِبْتُمْ, أَوْ حُرِّقْتُمْ" 2. وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَوْصَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَبْعِ خِصَالٍ: "لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ حُرِّقْتُمْ وَقُطِّعْتُمْ وَصُلِبْتُمْ" 3. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ لِي: "يَا مُعَاذُ, أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا, وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا" 4. وَلِلْبُخَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيْ عَمِّ, قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ" فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ" فَنَزَلَتْ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا
__________
1 البخاري "1/ 87" في الإيمان، باب ظلم دون ظلم, وفي الأنبياء، باب قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} وغيرهما.
ومسلم "1/ 114، 115/ ح124" في الإيمان، باب بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده.
وأحمد "ح3589 و4031 و4240" نسخة أحمد شاكر.
2 ابن مردويه "ابن كثير 2/ 195" ولم يسق إسناده.
ورواه من حديث أبي الدرداء:
ابن ماجه "2/ 1339/ ح4034" في الفتن، باب الصبر على البلاء, والطبراني في الكبير "المجمع 4/ 219، 220" وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف.
ورواه من حديث عبادة بن الصامت.
الطبراني "المجمع 4/ 219" وفيه سلمة بن شريح, قال الذهبي: لا يعرف.
ورواه من حديث معاذ:
أحمد "5/ 238" والطبراني "المجمع 4/ 218" وسند أحمد فيه انقطاع بين عبد الرحمن بن جبير ومعاذ, وإسناد الطبراني متصل وفيه عمرو بن واقد القرشي وهو متروك.
والحديث حسن إن شاء الله تعالى.
3 ابن أبي حاتم في تفسيره "ابن كثير 2/ 195" وفيه سلمة بن شريح وهو مجهول, وقد تقدمت شواهده.
4 تقدم ذكره.

الصفحة 480