كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 2)

رَاءَى اللَّهُ بِهِ" 1. وَلَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ, وَمَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللَّهُ بِهِ" 2. وَلَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعِلْمِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ مَسَامِعَ خَلْقِهِ, وَصَغَّرَهُ, وَحَقَّرَهُ" فَذَرَفَتْ عَيْنَا عَبْدِ اللَّهِ3. وَلِلْبَزَّارِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تُعْرَضُ أَعْمَالُ بَنِي آدَمَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُحُفٍ مُخَتَّمَةٍ, فَيَقُولُ اللَّهُ: أَلْقُوا هَذَا وَاقْبَلُوا هَذَا, فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ, وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا, فَيَقُولُ: إِنَّ عَمَلَهُ كَانَ لِغَيْرِ وَجْهِي, وَلَا أَقْبَلُ الْيَوْمَ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهِي"4. وَلِوَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْخُزَاعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللَّهِ حَتَّى يَجْلِسَ" 5. وَلِأَبِي يَعْلَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحْسَنَ الصَّلَاةَ حَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ وَأَسَاءَهَا حَيْثُ يَخْلُو؛ فَتِلْكَ اسْتِهَانَةٌ اسْتَهَانَ بِهَا رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ"6.

[الرِّيَاءُ وَالنِّفَاقُ] :
ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ الرِّيَاءَ قَدْ أُطْلِقَ فِي كِتَابِ اللَّهِ كَثِيرًا, وَيُرَادُ بِهِ النِّفَاقُ الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ الْكُفْرِ وَصَاحِبُهُ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ, كَمَا قَالَ تَعَالَى: {كَالَّذِي يُنْفِقُ
__________
1 أحمد "5/ 45" وسنده صحيح.
2 أحمد "3/ 40" وابن ماجه "2/ 1407/ ح4206" في الزهد، باب الرياء والسمعة.
وفيه عطية العوفي وهو ضعيف, وله شواهد صحيحة كالذي قبله. وهو عند البخاري ومسلم من حديث جندب رضي الله عنه.
3 أحمد "2/ 162" "2/ 195" وفي سنده رجل مبهم, ورواه الطبراني في الكبير وسمَّى الرجل, وهو خيثمة بن عبد الرحمن فإسناده صحيح.
4 البزار "ابن كثير في تفسيره 3/ 116" وفيه الحارث بن غسان قال عنه الذهبي: مجهول "الميزان 1/ 441" وقال ابن حجر: وحديثه في الرياء لا يتابع عليه "اللسان 2/ 156" ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير "1/ 218" وقال: حَدَّث بمناكير.
5 رواه الطبراني في الكبير "المجمع 10/ 226" من رواية يزيد بن عياض عن عبد الرحمن الأعرج عنه به مرفوعا, ويزيد بن عياش متروك والحديث له شواهد حسنة. وانظر ابن كثير "3/ 116".
6 أبو يعلى "9/ 54" وسنده ضعيف, فيه إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف, ورواه البيهقي في الصلاة "2/ 290" من طريقه.

الصفحة 492