كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 2)

قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الِانْشِقَاقِ: 1] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} [الْحَاقَّةِ: 16] وَقَوْلِهِ: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} [الْفُرْقَانِ: 25] وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} [الْمُزَّمِّلِ: 18] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} [الِانْفِطَارِ: 1] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} [التَّكْوِيرِ: 11] وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ} [الْمُرْسَلَاتِ: 9] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا} [النَّبَأِ: 19] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطُّورِ: 9] وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} [الْمَعَارِجِ: 8] وَقَوْلِهُ: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرَّحْمَنِ: 37] وَقَوْلِهِ: {انْشَقَّتْ} أَيْ صَارَتْ أَبْوَابًا لِنُزُولِ الْمَلَائِكَةِ {فَكَانَتْ وَرْدَةً} عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ تَغَيَّرَ لَوْنُهَا, وَعَنْهُ قَالَ كَالْفَرَسِ الْوَرْدِ وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ كَالْبِرْذَوْنِ الْوَرْدِ, وَحَكَى الْبَغَوِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ الْفَرَسَ الْوَرْدَ تَكُونُ فِي الرَّبِيعِ صَفْرَاءَ وَفِي الشِّتَاءِ حَمْرَاءَ, فَإِذَا اشْتَدَّ الْبَرْدُ اغبر لونها, فشبه السَّمَاءَ فِي تَلَوُّنِهَا عِنْدَ انْشِقَاقِهَا بِهَذَا الْفَرَسِ فِي تَلَوُّنِهِ {كَالدِّهَانِ} قَالَ الضَّحَّاكُ وَمُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَالرَّبِيعُ هُوَ جَمْعُ دُهْنٍ, شَبَّهَ السَّمَاءَ فِي تَلَوُّنِهَا بِلَوْنِ الْوَرْدِ مِنَ الْخَيْلِ, وَشَبَّهَ الْوَرْدَةَ فِي اخْتِلَافِ أَلْوَانِهَا بِالدُّهْنِ وَاخْتِلَافِ أَلْوَانِهِ وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ كَالدِّهَانِ كَعَصِيرِ الزَّيْتِ يَتَلَوَّنُ فِي السَّاعَةِ أَلْوَانًا, وَقَالَ مُقَاتِلٌ كَدُهْنِ الْوَرْدِ الصَّافِي وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ تَصِيرُ السَّمَاءُ كَالدُّهْنِ الذَّائِبِ, وَذَلِكَ حِينَ يُصِيبُهَا حَرُّ جَهَنَّمَ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْكَلْبِيُّ كَالدِّهَانِ أَيْ كَالْأَدِيمِ الْأَحْمَرِ وَجَمْعُهُ دُهْنَةٌ وَدُهْنٌ, وَقَالَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ كَلَوْنِ الدُّهْنِ فِي الصُّفْرَةِ وَقَالَ قَتَادَةُ هِيَ الْيَوْمَ خَضْرَاءُ وَيَوْمَئِذٍ لَوْنُهَا إِلَى الْحُمْرَةِ, يَوْمٌ ذُو أَلْوَانٍ وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَذُوبُ كَمَا يَذُوبُ الدُّرْدِيُّ وَالْفِضَّةُ فِي السَّبْكِ, وَتَتَلَوَّنُ كَمَا تَتَلَوَّنُ الْأَصْبَاغُ الَّتِي يُدْهَنُ بِهَا, فَتَارَةً حَمْرَاءُ وَصَفْرَاءُ وَزَرْقَاءُ وَخَضْرَاءُ وَذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ الْأَمْرِ وَهَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْعَظِيمِ وَلِلْإِمَامِ أَحْمَدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَطِشُّ عَلَيْهِمْ1 قَالَ الْجَوْهَرِيُّ الطَّشُّ الْمَطَرُ الضَّعِيفُ.
__________
1 رواه أحمد 3/ 267 وأبو يعلى 7/ 99/ ح4041 قال الهيثمي وفيه عبد الرحمن بن أبي الصهباء ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا وبقية رجاله ثقات المجمع 10/ 338 وقلت وكذا صنع البخاري في تاريخه, ولم يوثقه إلا ابن حبان فسنده ضعيف.

الصفحة 790