كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 2)

تُحَاسِبُوا أنفسكم اليوم, وتزينوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} 1 [الْحَاقَّةِ: 18]
وَرَوَى أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرْضَاتٍ فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ, وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي فَآخِذٌ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ" 2، وَلِلتِّرْمِذِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْوُهُ3 وَرَوَى ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ نَحْوَهُ مَوْقُوفًا4.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْحُمُرِ فَقَالَ: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهَا إِلَّا هَذِهِ الْآيَةَ الْفَاذَّةَ الْجَامِعَةَ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} 5 [الزَّلْزَلَةِ: 7 8] .
وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الْفَرَزْدَقِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزَّلْزَلَةِ: 7 8] قَالَ حَسْبِي, لَا أُبَالِي أَنْ لَا أَسْمَعَ غَيْرَهَا6.
__________
1 أخرجه ابن المبارك في الزهد ص103 وأحمد في الزهد ص149 وأبو نعيم في الحلية 1/ 52 وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس ص29 30.
2 رواه أحمد 4/ 414 وابن ماجه 2/ 1430/ ح4277 في الزهد باب ذكر البعث قال الهيثمي رجال الإسناد ثقات إلا أنه منقطع والحسن لم يسمع من أبي موسى, قاله علي بن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة, ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده بإسناده ومتنه زوائد 2/ 352 وأخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه الدر المنثور 8/ 271 وروي موقوفا عليه ابن جرير 29/ 59 وعلته علته.
3 الترمذي 4/ 617/ ح2425 في صفة القيامة باب ما جاء في العرض وقال ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة.
4 أخرجه ابن جرير 29/ 59.
5 رواه البخاري 8/ 727 في تفسير سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} باب {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ومسلم 2/ 680/ ح987 في الزكاة باب إثم مانع الزكاة.
6 رواه أحمد 5/ 59 والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف 4/ 187 والطبراني في الكبير 8/ 90/ ح7411 وأخرجه عبد بن حميد وابن مردويه الدر المنثور 8/ 595 والصحيح أنه عم الأحنف لا الفرزدق "انظر الإصابة والتهذيب". وفي سنده الحسن وقد صرح بالتحديث عند النسائي كما في تحفة الأشراف.

الصفحة 823