كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 3)

نَتَّقِيهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهَ شَيْئًا؟ قَالَ: "هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ" 1 يَعْنِي أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَّرَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَأَسْبَابَ كُلٍّ مِنْهُمَا.
ذِكْرُ مَا جَاءَ مِنَ الْأَحَادِيثِ فِي ذَمِّ الْقَدَرِيَّةِ:
تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [الْقَمَرِ: 47-49] أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْمُخَاصِمِينَ فِي الْقَدَرِ2. وَتَقَدَّمَ فِيهِمْ أَحَادِيثُ الصَّحَابَةِ مِنْ رِوَايَتِهِمْ سُؤَالِ جِبْرِيلَ عَنِ الدِّينِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي سُقْنَاهَا مُتَفَرِّقَةً فِي مَوَاضِعَ مِنْ هَذَا الْمَجْمُوعِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيْلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي بِمِنًى عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ, إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ" 3, وَرَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْهُ بِلَفْظِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لِكُلِّ أَمَةٍ
__________
1 رواه أحمد "3/ 421"، والترمذي "4/ 399-400/ ح2065" في الطب، باب ما جاء في الرقى والأدوية، وابن ماجه "2/ 1137/ ح3437" فيه، باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء.
وهو حديث صحيح وقد تقدم.
2 تقدم تخريجه سابقا.
3 أبو داود "4/ 222/ ح4691" في السنة، باب في القدر، والحاكم "1/ 85" وقال: صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر. ووافقه الذهبي قال ابن حجر: روى عن ابن عمر وابن عمرو ولم يسمع منهما. وقال ابنه: من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب. وقد رواه ابن عدي في الكامل "3/ 1068" من طريق أبي حازم عن نافع عن ابن عمر. ورواه اللالكائي "ح1150" والآجري في الشريعة "ص190" وإسناده واه. فيه عبد الرحمن بن واقد وهو منكر الحديث. وزكريا بن منظور وهو ضعيف وقد أنكر أحمد رحمه الله رواية أبي حازم عن نافع "انظر مسائله من رواية أبي داود ص299".
وقد روي من عدة طرق من حديث ابن عمر: فقد رواه أحمد "2/ 86" وابنه في السنة "ح915" وابن أبي عاصم في السنة "ح339" وابن الجوزي في العلل المتناهية "1/ 152" واللالكائي في الاعتقاد "1153". من طريق عمر بن عبد الله المدني "مولى عفرة" عن ابن عمر. وإسناده ضعيف فعمر هذا في حفظه شيء.
وقد رواه من حديث حذيفة فاضطرب فيه. وحديث حذيفة رواه أبو داود "4/ 222/ ح4692" =

الصفحة 955