كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 3)

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ قَبْضَتَيْنِ, فَقَالَ لِمَنْ فِي يَمِينِهِ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ, وَقَالَ لِمَنْ فِي يَدِهِ الْأُخْرَى: ادْخُلُوا النَّارَ وَلَا أُبَالِي1.
وَلِعَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَا يَزَالُ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوَامًا, أَوْ مُقَارِبًا, مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي الْقَدَرِ2.
وَلَهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ حِينَ طُعِنَ: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} 3 [الْأَحْزَابِ: 38] .
وَلَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيِّ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْجَابِيَةِ وَفِي لَفْظٍ بِالشَّامِ وَالْجَاثَلِيقُ مَاثِلٌ فَتَشَهَّدَ فَقَالَ: "مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ, فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ بِقَمِيصِهِ هَكَذَا يَعْنِي نَفَضَهُ, وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا, فَقَالَ: مَا يَقُولُ: فَقَالُوا: مَا قَالَ. فَقَالَ: كَذَبْتَ عَدُوَّ اللَّهِ, اللَّهُ خَلَقَكَ, وَاللَّهُ أَضَلَّكَ, ثُمَّ يُمِيتُكَ فَيُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَاللَّهِ لَوْلَا عَقْدٌ لَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ فَنَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ فِي يَدَيْهِ ثُمَّ كَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ, وَكَتَبَ أَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ, ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ. قَالَ: فَتَصَدَّعَ النَّاسُ وَمَا يُتَنَازَعُ فِي الْقَدَرِ4.
__________
1 رواه سفيان بن عيينة في جامعه عن عمرو بن دينار أن أبا بكر الصديق قام على المنبر ... وذكره "كنز العمال ح1542" وعمرو بن دينار ثقة إلا أنه لم يدرك أبا بكر الصديق رضي الله عنه.
2 عبد الله في السنة "ح870" وإسناده صحيح. وأخرجه الحاكم "1/ 33" واللالكائي "ح 1127".
3 عبد الله في السنة "ح892" وإسناده صحيح.
4 عبد الله في السنة "ح929" واللالكائي في أصول الاعتقاد "ح1197 و1198 و1199" وأخرج بعضه عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية "ح257". كلهم من رواية عبد الأعلى بن عامر القرشي: وعبد الأعلى قال عنه الحافظ: مقبول وقد روى عنه خالد الحذاء والحارث بن عبد الله بن القاسم وعمرو بن الأصبغ ومخلد والد أبي عاصم وذكره خليفة في الطبقة الرابعة من تابعي أهل البصرة. فحديثه حسن إن شاء الله.
وعزاه صاحب الكنز "ح1545" لابن بشران وابن منده في غرائب شعبة وخشيش في الاستقامة. والجاثليق هو: رئيس للنصارى في بلاد الإسلام.

الصفحة 965