كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول (اسم الجزء: 3)

وَرَوَى فِي كَفَّارَتِهَا حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَّفَهُ "مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ حَاجَتِهِ فَقَدْ أَشْرَكَ" قَالُوا: فَمَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ, وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ, وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ" 1.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الطِّيَرَةُ شِرْكٌ" ثَلَاثًا "وَمَا مِنَّا إِلَّا, وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ"2 وَقَوْلُهُ: "وَمَا مِنَّا إِلَّا" الْخَ هُوَ مِنْ كَلَامِ ابْنِ مَسْعُودٍ كَمَا فَصَلَّهُ التِّرْمِذِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الْمَرْفُوعِ حَيْثُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: "وَمَا مِنَّا إِلَّا, وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ" كُلُّ هَذَا عِنْدِي قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ3. وَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ "قَالَ أَحْمَدُ: الْقُرَشِيُّ" قَالَ: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: " أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا. فَإِذَا رَأَى أَحَدَكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ, وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ" 4.
وَأَمَّا الْغُولُ فَهِيَ, وَاحِدُ الْغِيلَانِ وَهِيَ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَسَحَرَتِهِمْ5
__________
1 أحمد "2/ 220" وابن السني "ح293" من طريق ابن لهيعة وعند ابن السني من رواية ابن وهب عنه فسنده حسن.
2 أبو داود "4/ 17/ ح3910" في الطب، باب في الطيرة.
والترمذي "4/ 160-161/ ح1614" في السير، باب ما جاء في الطيرة. وابن ماجه "2/ 1170/ ح3538" في الطب، باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة. وأحمد "1/ 389 و438 و440" والبخاري في الأدب المفرد "2/ 367/ ح909 -فضل الله الصمد" والطحاوي وابن حبان "7/ 642 -إحسان" والحاكم في المستدرك "1/ 17-18". والحديث قد تقدم.
3 الترمذي "4/ 161".
4 أبو داود "4/ 18-19/ ح3919" في الطب، باب في الطيرة، وعروة بن عامر لا صحبة له تصح. ورواية حبيب عنه منقطعة. فسنده ضعيف. وهو حديث صحيح يشهد له ما تقدم.
5 قال عمر رضي الله عنه: "إنه لا يتحول شيء عن خلقه الذي خلق له ولكن فيهم سحرة من سحرتكم". رواه عبد الرزاق في مصنفه "5/ 162" وسنده صحيح. وهذا هو القول الفصل في الغيلان وأنها سحرة الجن فكما أن في البشر سحرة كذلك في الجن من يتمتع بتلعبه في الإنس بسحره. نعوذ بالله منهم. وانظر فتح الباري "6/ 342".

الصفحة 994